28 Mar 2017

قالب "السيليكون" .. وقالب "الضحية"

مجرد شاب يبحث عن وظيفة ليس أكثر. هو- براين أكتون - الذى تقدم من أجل وظيفة في تويتر وتم رفضه.
بعدها تقدم أكتون من أجل وظيفة أخرى في فيس بوك لكن تم رفضه أيضًا. لرغبته الشديدة فى النجاح وتحقيق الذات كان يعاود المحاولات. ربما كان من الممكن أن يحاول براين في موقع أخر مثل Google على سبيل المثال حتى يحصل على وظيفة..
لكن هذا لم يحدث.
وما حدث كان مختلف..
"براين أكتون " هو أحد الشركاء المؤسسين لبرنامج "واتس أب" الشهير الذى نفتح ونغمض عيوننا عليه يومياً .. :)
الأجمل من تحقيقه لهدفه الخاص والوصول لنجاح متميز غيراعتيادى و-هو العمل كموظف معتاد بإحدى الشركات- .. هو أنه خلق فارق فى حياة الناس قبل حياته الشخصية ..
ولم تتوقف قصته الملهمة عند هذا الحد ..
تمر أربع سنوات..
قامت فيس بوك بشراء هذا البرنامج بمبلغ 19 مليار دولار! ... بعد أن تم رفض صاحب المشروع شخصياً من نفس الشركة قبل 4 سنوات !!! :)
والشيىء العظيم الذى يثبته قانون الجذب فى حياتنا هو أن ما تفكر به يأتيك..ويزيد من حولك .. وأن ما أردته بشدة بداخلك .. وسعيت له بجهد .. وكنت مؤمناً وموقناً تمام اليقين أنك حاصل عليه حتى بعد أن تدير له ظهرك .. سوف يأتيك.
إنه التوكل ..اليقين ..
إنه الإستحقاق ..
وهو أيضاً Self-Fulfilling Prophecy (تحقق النبوءة الشخصية)
من أهم الكتب التى شرحت قانون الجذب بفاعلية هو كتاب The Secret لـكاتبته Rhonda Byrne 
هناك العديد من النماذج الإنسانية التي ترفض أن تعيش على هامش الحياة،
يرفضون رفع الرايات البيضاء..
يبتسمون عندما يقعون ..
وينفضون غبارالوقعة وهم يقومون ..
يرفضون أن يصبحوا كغيرهم.
يرفضون العيش فى قالب "الضحية"
يعلمون أنه قالب ضيق ..
غير مريح ..
ويخلقون قالبهم الخاص..
السيليكون المطاطى ..
الذى يتشكل مع الأجواء المحيطة ..
سواء ساخنة أو باردة ..
صلبة أوسائلة..
قالبهم المرن هذا يحميهم من الإنكسار ..
ومن التشوه أيضاً ..
يخلقون سعادتهم بإستخدام مبدأ "وليام جيمس" عالم النفس الأشهروالفيلسوف الأمريكى القديم "نحن لا نضحك لأننا سعداء .. ولكننا سعداء لأننا نضحك "
أنصحك أن تعيد قراءة الجملة بين القوسين.. لأنها لا يتم تفهم فلسفتها بقراءتها مرة واحدة
يشير وليام جيمس لمبدأ المبادرة.. ابدأ الشيىء ..يأتيك..
قانون الجذب مرة أخرى.. تصور الشيىء حياً .. تصوره موجود بالفعل.. يجعله يحدث
منظوردينى ..أمر حسن الظن بالله .. "أنا عند حسن ظن عبدى بى" فى حديث قدسى
ومن المؤكد أنك سمعت مراراً " تفاءلوا بالخير .. تجدوه"
( وليس ستجدوه .. أو فتجدوه.. ولكن الفعل مباشرةً .. تجدوه ) مما يعنى حتمية الحدوث وسرعة رد فعل التفاؤل.
هل من مزيد ؟؟
من الواضح جداً أن العقول الراقية تتحد مهما إختلفت جنسياتها ومحل إقاماتها وثقافاتها.. وحتى دياناتها ، يلاقون رغم كل تلك الفوارق.
. الناجحون يتحدون فى توجهاتهم الذهنية .. مهما إختلفت عقائدهم أو لغاتهم ..
أورثنا وليام جيمس أهم مقولة بالقرن الماضى تتردد صداها حتى يومنا هذا وستظل ..
"إن الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي والذي يقارن بالثورة الحديثة في الطب كثورة البنسلين هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية " William James
لا شك أن أكثر الناس مرونة..هم أكثر الناس تحقيقاً للأهداف.
هؤلاء هم الذين يمتلكون القدرة على تحقيق أحلام اليقظة
لأن لديهم قدرة التحدي الذكى .. المرونة وليس التحجر
الذى يسميه البعض بأسماء أخرى لتجميل تعصبهم
يسمونه الإصرار والإلتزام
ولكن تحجرهم ورفضهم قبول البدائل أبعد ما يكون عن هذه المعانى
إنه الإلتزام بـ " اللا إلزامى "
إنه التحجج والتبرير لعدم مرونتهم وعجزهم عن التكيف
أكثر الناس مرونة هم من لديهم ميزات المغامرة والخروج من منطقة الراحة
منطقة الإعتياد..الدافئة..
المليئة بالإعتياد..واللا تغيير
لديهم الجرأة للخروج لمنطقة استكشاف الذات. التى عرفها كلا من Jo و Harri بمصطلح The unknown area فى نموذج Johari Window
وهى منطقة إستكشاف الذات.. وإمكاناتنا الحقيقية
التى لا يتم إكتشافها إلا بالخروج من منطقة "المعتاد والشائع"
لمنطقة الـSelf Discovery بالتجريب والمحاولة ..
-والتغيير .. ١
-وتقبل التغيير .. ٢
-وتوقع التغيير .. ٣
لأنهم "ثلاثة" معانى
و"ثلاثة" محطات فكرية..
عاود مرة أخرى قراءتهم..


فالأولى " تحتاج إلى فهم.
بينما الثانية تحتاج إلى عزم..
والثالثة تحتاج إلى ذكاء !

ديـنا مجـاهــد

No comments: