4 Nov 2019

بلطجة عاطفية

مشهد ١
زوجة تخاصم زوجها لانه لم يرضخ لطلبها
مشهد ٢
زوج يهدد زوجته بأنه لن يأتى معها زيارة أهلها ويحرجها لأنها لم تنفذ ما طلبه منها
مشهد ٣
أم تعامل ابنتها بتجاهل وجفاء بعد اعتذار الابنة المتزوجة عن الرحلة التى كانت تخطط لها الأم
مشهد ٤
أب يهدد ابنه بأنه سيغضب عليه إذا لم يدخل كلية الهندسة كما يتمنى الأب وتجاهل رغبة ابنه فى تعلقه بدراسة الفنون الجميلة.
جميعها مواقف تحكى مشاهد نفسية يومية ثقيلة على النفس يمارسها أقرب الأشخاص إلى قلوبنا-كما هو مفترض-
استغلالا لمحبتنا لهم وتعلقنا بهم ورغبتنا فى ارضائهم
هذه المواقف أقرب وصف لها هو البلطجة


الابتزاز العاطفى
أصل كلمة بلطجى مشتقة
من اللغة التركية
إشارة إلى الرجال الذين كانوا يستخدمون سلاح البلطة لاخافة الناس فى الأسواق للحصول منهم على ماليس من حقهم. وهذا هو التعريف العلمى الدقيق لمعنى الابتزاز العاطفة
ان تحصل على ما ليس لك ان تحصل عليه.. هو منتهى الأنانية حتى وإن لم تعترف بذلك.. حتى وإن بررت سلوكك بحجة الخوف عليه أو أنك كنت تحتاجه إلى جانبك
وأن تستخدم التهديد أو التخويف أو الخصام والهجر لتجبر من هو أمامك  على الرضوخ والانصياع لك لتنفيذ مطالبك وتحقيق مصالحك
الفخ الأكبر الذى يقع فيه من يقوم بالابتزاز العاطفى هو أنه يقوم - بالتدريج- بحفر فجوة كبيرة تفصله عن الشخص الاخر.
هو نفسه لايدرك ذلك
انه عندما يستخدم سلاح التخويف.. سينجح فى البدايات.. ولكن مع مرور الوقت وتكرار الموقف.. سيفقد هيبته
وأنه مع استخدام سلاح الخصام والهجر وطرد الطرف الثانى من جنته.. سينجح فى المرات الأولى ان يحصل على ميرة ردة فعل مرتعبة وخاضعة ومستكينة. ولكن مع الوقت.. سيتعلم الشخص ان يستغنى عن هذا الإنسان المستعمل لعاطفته ومشاعر الحب والتعلق
يتعلم الإنسان كيف يبتعد عن ما يؤذى مشاعره.. مهما طال وقت التعلم.. الجميع - مع مرور الوقت-سيصل إلى نهاية الدرس وسيستوعبه جيدا..
بأن هذه العلاقة مستنزفة ضاغطة..
وستقوى عضلة الخصام لدى الإنسان..
نعم الخصام بالفعل عضلة..
تقوى مع استخدامها فى كل مرة
ومثل أى عضلة.. تختلف فترة تكوينها و توقيتها من شخص لآخر.
حسب قدرات تحمله ومدى صلابته أو هشاشته النفسية.. لكن المؤكد ان الجميع سيصل إلى نفس المحطة..
محطة مواجهة البلطجة العاطفية.
الابتزاز العاطفى يعلم الاستغناء
كلما مارس الشخص المبتز الخصام و الهجر كلما تعلم الشخص الاخر ان يعيش دونه
هو الذى علمه ذلك
وقام بتقوية عضلة الخصام لديه
وأصبح بعد أن كان يتألم من خصام يوم.. يتعايش مع فكرة غيابه لمدة تصل لأسبوع كامل
وأصبح يتكيف مع الأمر بملئ وقته بالانشطة والاعمال التى تشغله عن التفكير فى الأمر و
حتى يتعود على الوضع الجديد..
وضع انه ليس بجانبه
وليس مقربا
وليس أولوية فى حياته كما كان مسبقا
واصبحت هناك أمور أخرى كثيرة تحل محل الوقت الذى كان يستقطعه من جدوله لصالحه..
وتم إعادة ترتيب الأولويات
ولم يكن هذا الشخص المقرب سابقا.. على رأس هذه الأولويات..
وذلك بفضل سلوكه المبتز.

FOG
Fear
Obligation
Guilt
أنماط الابتزاز العاطفى
التخويف
الألزام
الذنب
١- التخويف والتهديد بالخصم والهجر والنبذ

٢- الإلزام بأشياء ليست واجبه عليه أو فوق طاقته وإلا سيكون سيئا وغير مثالى استغلالا لرغبة الإنسان للشعور بالرضا عن نفسه وتكوين صورة ذهنية إيجابية عن ذاته.

٣-الإشعار بالذنب وتحميله عبء والمسؤلية عن أشياء ليست من مسؤوليته  استغلالا برغبته فى اسعادك

لا تملك الا ان تكون طيبا فى الريف


ما نتعرض له بشكل دورى متكرر يقوم بتشكيل وعينا ويؤثر على إدراكنا لمعانى الأمور و رسائل الحياة



ويل سميث في فيلم Focus

كان شغال نصاب, كان هدفه واحد ملياردير بيحب يلعب قمار.

ويل سميث راهن الملياردير أنه يبص علي ملعب كرة القدم الأمريكية ، والملياردير يختار رقم اي لاعب في الملعب و صديقة ويل سميث هتقول رقم اللاعب اللي الملياردير اختاره.

(أنت متخيل حد بيراهنك انك تبص ع ملعب فيه كل لاعب لابس تي شيرت برقم مختلف ويراهنك أنه هيقولك ع الرقم اللي انت بصيت عليه !).

ويل سميث وهو بيشرح ازاي كسب الرهان ،

-->هو وضح للملياردير الرقم 55 اكتر من سبع مرات خلال اليوم،

مره علي باب الاسانسير

ومره مكتوب علي جدار في الفندق ومره علي ضهر مشجع في الشارع!


الفكره أن ويل سميث كان بيحشي عقل الملياردير الباطن بالرقم 55 عشان وقت ما يحب يراهن عقله اتوماتيك يستدعي الراقم دا.


دا حرفيا اللي بيحصل مع كل واحد فينا بشكل يومي، عقلنا الباطن بيتملي باللي بنشوفه وبنقراه ،

افكارنا هي انعكاس للي موجود في عقلنا الباطن ،

فتلاقي واحد بيقولك انا مش لاقي شغل والدنيا مقفله ومحدش بيشتغل غير بوسايط،

وتلاقي حد بيقولك انك مهما اجتهدت في شغلك عمرك ما هتوصل.

هما بيقولوا كدا عشان عقلهم الباطن متحاوط ب ناس بتنقل ليهم بشكل غير مباشر أن مفيش شغل وان المجتهد مالهوش مكان.

ف نصيحه "أهرب" من الناس السلبيه اللي دايما بتملي عقلك الباطن ب المشاكل والفشل واليأس،خلي عقلك الباطن مليان ب ناس بتديك أمل عشان وقت ما عقلك الباطن يستدعي مشهد معين، يستدعي مشهد فيه أمل.! ❤




فى مسلسل Live with yourself

كان البطل يشعر بضغوط كبيرة فى حياته على المستوى الوظيفى والمستوى الإجتماعى الشخصى بعلاقته بزوجته

وأيضاً على المستوى الشخصىفى علاقته السيئة بنفسه والتى كانت واضحة من خلال عدم إهتمامه بصحته وبمظهره العام وبحالته المزاجية.

وليتخلص من هذه الدوامة ذهب إلى أحد المنتجعات الصحية بترشيح من صديق له ليحظى بقسط من الإسترخاء والهدوء النفسى الذى قد ينعكس عليه بالإيجاب فى جوانب حياته المختلفة.

ولم يكن يعلم أن هذا المنتجع الصحى يستخدم طريقة غريبة ومستحدثة فى تنقية الحمض النووى للإنسان والقيام بإستنساخ نسخة أفضل منه لتعيش الحياة بدلا منه. وذلك بعد زراعة الذاكرة نفسها فى الشخص المستنسخ.

بالتأكيد الفيلم يعد من الفانتازيا والخيال العلمى حتى الأن

ولكن ليس هذا هو المهم ..

ما هو مقصود من هذه القصة والغرض الأساسى الذى يسعى المسلسل لتقديمه هو رسالة مباشرة وشديدة الوضوح

وهى أن الإنسان إذا تغيرت نظرته للأمور سيشعر بشكل مختلف تماماً.

وهذا ما بدا واضحاً من خلال مايلز النسخة الأفضل من مايلز البائس والمطحون

فالأول يشعر بالحيوية وومفعم بحب الحياة ويستنشق الهواء بشغف وبإمتنان لكل لحظة يعيشها ويرى فيها فضل وعطاء من الكون أنه أتاح له عيش هذه اللحظة وأنه أسعد عيناه برؤية المزارع الخضراء على جانب الطريق الذى كان يمر مايلز القديم بجواره يومياً فى ذهابه وعودته دون ملاحظته !


كان يستمع لزوجته بشغف وبإعجاب شديد بإبداعها وعزيمتها فى شغلها وتحملها المخاطر وبناء مسارها الوظيفى بشكل مستقل وعصامى

بينما مايلز القديم كان لا يلتفت إلى وجودها بل وكان يتجنبها حتى لا تلح عليه فى أمر الإنجاب الذى تاأخر 10 سنوات منذ زواجهما دون محاولة منه لبدء العلاج 
وإستمرار مماطلته وتسويفه لمواعيد الطبيب المتكررة.


وكذلك شعور مايلز المستنسخ تجاهعمله ومديرته وزملائه يختلف كلياً عن شور مايلز الأصلى

فالأول كان يرى جوانب الإبداع والتحدى المثير فى عمله

ومقدم على المغامرة والإتيان بأفكار إبداعية خارج الصندوق

وكانت علاقته بالزملاء يملؤها التعاون وروح الفريق

بينما كان العكس بالنسبة لمايلز القديم ..الذى نرى منه سلوكيات يملؤها السخط والتذمر بل والإحتقار لمهمته الوظيفية والسخرية من عمل زملائه

إضافة إلى شعوره بالكراهية المتبادلة من أحد هؤلاء الزملاء بسبب تنافسه معه ورؤيته له بصورة المدبر للمكائد والمتعمد إحراجه ومضايقته طوال الوقت

فى حين أننا نرى علاقة نفس هذا الزميل بمايلز المعدل -المستنسخ- تمر بطبيعية وتلقائية واضحة وبدون ضغائن ومشاعر سلبية من أى نوع سوى التنافس المشروع بين زملاء العمل


كل هذا يثبت لنا رسالة المسلسل بشكل مباشر وبصوت عالٍ

وهى أن


نظرتنا للأمور تشكل إدراكنا لها

زاوية الرؤية تتحكم فى فهمنا

حيثما كنت واقفاً سترى نفس الشيىء بطريقة مختلفة

يمكن أن ترى الرقم 7 على إنه ثمانية لو كنت تقف على الجانب الأخر المعاكس

ومن يقف فى ذلك الجانب سيقسم أن الرقم هو 7 وليس ثمانية

وكلاكما محق وصادق

وليس منكما من يتعمد الجدال الفارغ والسفسطة المرهقة

ولكن هى الزاوية التى يقف فيها كلاً منكما هى التى شكلت رؤيته

لو تبادلتم الأماكن لأمكن لكليكما رؤية وجهة نظر الأخر . وعذره